محاربة البقع الداكنة
البقع الداكنة، البقع البنية، بقع التقدّم في السن، والكلف. مهما اختلفت الأسماء، تظلّ فرط التصبغ من أكثر الحالات إزعاجًا وعنـادًا في العلاج، وأسبابها تكاد تكون لا حصر لها – من الالتهاب إلى الندبات وما بينهما.
صحيح أن فرط التصبغ غير ضار من الناحية الطبية – وربما تنظرين إليه كأنّه “نمش لطيف” يعطيك لمسة مميّزة. لكن بالنسبة لآخرين، يمكن أن تكون البقع الداكنة في الوجه مزعجة بحق. في هذا المقال، نغوص بعمق في عالم فرط التصبغ: من أسبابه إلى المكوّنات الطبية المثبتة لتصحيح البقع الداكنة وتقليلها، ومن ثم منع ظهورها مجددًا.
ما هو فرط التصبغ وما أسبابه؟
الميلانين هو الصبغة التي تمنح البشرة ألوانها المتنوعة الجميلة. لكن عندما يتم تحفيز إنتاج الميلانين بشكل زائد، يتراكم على سطح الجلد ويظهر على شكل بقع أو لطخات أو تجمعات لونية أغمق من اللون الطبيعي للبشرة.
إضافة إلى التعرّض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس (أضرار الشمس)، تذكر الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) أن البقع الداكنة قد تظهر عندما “يختفي حب الشباب، تلتئم الجروح (فرط التصبغ التالي للالتهاب)، عند تناول (أو تطبيق) بعض الأدوية، عندما يسبّب منتج للعناية بالبشرة أو الشعر تهيّجًا، أو عند حدوث تغيّرات هرمونية، مثل فترة الحمل أو تناول موانع الحمل الفموية (وهو ما يُعرف بالكلف أو “قناع الحمل”).”
ما هي أهم المكوّنات المثبتة لعلاج فرط التصبغ؟
جميع أنواع البشرة – من الأفتح إلى الأغمق – يمكن أن تعاني من فرط التصبغ، لكنه يميل للظهور بشكل مختلف حسب لون البشرة. وبما أن فرط التصبغ من أكثر المشكلات شيوعًا في عيادات الجلدية، فقد أجريت أبحاث علمية واسعة حول مكوّنات فعّالة تساعد الناس في الإجابة عن سؤال: كيف أتخلص من البقع الداكنة على الوجه واليدين والجسم؟
إليكِ 6 من أبرز المكوّنات التي تم اختبارها وحققت أعلى النتائج في علاج فرط التصبغ:
- حمض الترانيكساميك (Tranexamic Acid)
غالبًا ما نربط كلمة “حمض” بالتقشير، لكن ليست كل الأحماض متساوية في الوظيفة. مثال واضح: حمض الترانيكساميك، وهو في الأصل حمض أميني (الوحدات البنائية للبروتينات). ورغم أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) اعتمدته لعلاج مرضى الهيموفيليا (نزف الدم) أو النزيف المفرط، إلا أنه أحدث نقلة نوعية في عالم الجلدية بقدرته على تفتيح البقع الداكنة والكلف وفرط التصبغ التالي للالتهاب وغيرها من اضطرابات التصبغ.
يعمل حمض الترانيكساميك في الجلد عن طريق تعطيل المسار البيولوجي الذي ينتهي بتشكّل البقع الداكنة وفرط التصبغ. وعلى عكس بعض العلاجات الدوائية (مثل الهيدروكينون)، فإن حمض الترانيكساميك الموضعي ألطف على البشرة، لكنه فعّال؛ يمكن استخدامه لفترات طويلة، وينسجم جيدًا مع نجوم التفتيح الأخرى مثل فيتامين C وحمض الكوجيك، كما يُعتبر آمنًا للاستخدام أثناء الحمل (مع ضرورة استشارة الطبيب قبل إدخال أي مكوّن جديد إلى روتينك).
- حمض الكوجيك (Kojic Acid)
هناك ضجة كبيرة حول هذا المكوّن المستخلص من التخمر، لكنه في الحقيقة ليس جديدًا كما يبدو. حمض الكوجيك مشتق من الفطريات ومن نواتج التخمر، وهو مثبّط للإنزيم “تيروزيناز” الذي يشارك في إنتاج الميلانين. من خلال تثبيط إنتاج الميلانين، يقلل حمض الكوجيك من شدة البقع الداكنة وفرط التصبغ، ويساعد في منع عودتها.
- النياسيناميد (Niacinamide)
النياسيناميد أصبح نجمًا صاعدًا لا يقل أهمية عن الريتينول، بفضل فوائده المتعددة. فهو يساعد على تقليل الالتهاب، وتقوية حاجز البشرة، وتنظيم إفراز الدهون، وعلاج فرط التصبغ في آن واحد.
بصفته مضادًا للأكسدة، يمنع النياسيناميد الأكسدة التي يمكن أن تساهم في تكسير الكولاجين. كما يعزّز من متانة الحاجز الجلدي، ليكون خط دفاع أقوى ضد العوامل البيئية الضاغطة على البشرة. وتشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يثبط جزءًا من المسار الذي يؤدي إلى ظهور البقع الداكنة وفرط التصبغ. لذلك يحتل النياسيناميد مكانًا متقدمًا ضمن قائمة أفضل علاجات تفتيح البقع.
- THD – فيتامين C من الجيل الجديد
THD أو Tetrahexyldecyl Ascorbate هو الشكل الأحدث والأكثر تطورًا من فيتامين C للبشرة. يتميز بأنه أكثر توافُرًا حيويًا (أي قدرة أعلى على اختراق الجلد)، وأكثر ثباتًا (أقل قابلية للأكسدة والتلف)، وأكثر فعالية من حمض الأسكوربيك التقليدي (L-Ascorbic Acid).
فيتامين C مكوّن قوي لتفتيح وإشراق البشرة، لكنه حساس جدًا، إذ يفقد فعاليته بسهولة عند التعرض للهواء (الأكسدة) أو عند تركيبه في مستحضرات مائية غير مستقرة. النتيجة؟ فاعلية أقل للبشرة. في الدراسات السريرية، أظهر Tetrahexyldecyl Ascorbate قدرة على زيادة تصنيع الكولاجين، وتوفير حماية مضادة للأكسدة بشكل أفضل، وتقديم حماية أقوى ضد أضرار الضوء الأزرق مقارنةً بفيتامين C التقليدي. كما أنه ذائب في الزيت، ما يسمح له بالنفاذ عبر دهون البشرة والوصول إلى طبقات أعمق.
لهذا اخترنا THD ليكون شكل فيتامين C في منتجنا Vitamin C Brightening Concentrate، بتركيز سريري 10% في تركيبة خالية من الماء وبعبوة محكمة الهواء لتقليل الأكسدة وتعظيم تأثيره على البقع الداكنة مع كل استخدام.
- حمض اللاكتيك (Lactic Acid)
هل تفكرين في اختيار مقشر كيميائي؟ اجعلي حمض اللاكتيك خيارك الأول. هذا المقشر الكيميائي (بعكس المقشرات الفيزيائية مثل السكرب) يجمع بين التقشير والترطيب، ويُعتبر خيارًا ألطف من أحماض مثل الساليسيليك (BHA) أو الجليكوليك (AHA). السبب؟ لأنه ذائب في الماء وليس في الزيت: يمكنه اختراق طبقات الترطيب الطبيعية للجلد لتعزيز تخلّص الخلايا الميتة، لكنه لا يذيب الدهون الطبيعية للبشرة. هذا يعني تقشيرًا أقل عنفًا، لكن ما زال فعّالًا، مع تهيئة البشرة لاستقبال مكوّنات التفتيح بشكل أفضل.
- الواقي الشمسي (SPF)
رغم كل العلاجات اللامعة الجديدة للبقع وفرط التصبغ، لا يمكننا تجاوز دور الواقي الشمسي التقليدي. فالعلاج الأفضل للبقعة الداكنة هو ألّا تظهر من الأساس. وSPF هو خطوة الوقاية الأساسية لمنع تفاقم فرط التصبغ بفعل أشعة UV.
يمكنك استخدام حمض الكوجيك، حمض الترانيكساميك، النياسيناميد، وفيتامين C بلا حدود، لكن إذا لم تحمي بشرتك من الأشعة فوق البنفسجية، ستبقى البقع لأن UV هو المحفّز الأول لظهورها وتجددها. لذلك فإن خطة علاجية ثنائية المحور — مكوّنات علاجية + استخدام يومي منتظم للواقي الشمسي (نعم، حتى في الأيام الغائمة أو عند العمل من المنزل) — ستقدّم نتيجة أفضل بكثير في محاربة فرط التصبغ.
اختيار علاج فعّال للبقع الداكنة أصبح أسهل
إذا كنت تبحثين عن سيروم واحد متكامل لمحاربة البقع الداكنة، غني بكل ما تحتاجه البشرة لتفكيك التصبغات، فننصحك بـ VI Derm Dark Spot Lifting Serum الجديد، الذي يحتوي على مزيج ثلاثي قوي من مركب الأحماض TRI-ER8ASE™ Acid Complex – بتركيز 5% حمض ترانيكساميك، إلى جانب حمض الكوجيك وحمض اللاكتيك – بالإضافة إلى النياسيناميد. والأفضل من ذلك أن هذه المكوّنات تعمل بتناغم لتشكيل حل متكامل لتفتيح البقع الداكنة. إليك كيف يعمل كل منها:
- حمض الترانيكساميك: بتركيز علاجي 5% مثبت فعاليًا، يساعد على تلاشي حتى أصعب أنواع التصبغات عنادًا.
- حمض الكوجيك: يكبح إنتاج الميلانين الزائد، ما يمنع تكوّن البقع الداكنة والتصبغات المستقبلية.
- حمض اللاكتيك: يحفّز التقشير بلطف لكن بفعالية، ويُضعف الحاجز السطحي بما يسمح لمكوّنات التفتيح بالتغلغل إلى طبقات أعمق.
- النياسيناميد: يقلل من انتقال الميلانين من الخلايا الصباغية (الميلانوسايت) إلى سطح الجلد، ما يمنع التصبغ المستقبلي، مع ترطيب البشرة وتعزيز حاجزها الواقي.
المراجع:
موقع الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، How to fade dark spots in darker skin tones
موقع Medical News Today، Health Conditions
Clinical and Experimental Dermatology، 2020، المجلد 45، العدد 4، الصفحات 445–449
موقع Healthline، Health Conditions
Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology، 2010، المجلد 3، العدد 2، الصفحات 22–41







