البشرة الأغمق تحتاج إلى واقٍ شمسي أيضًا
Written by Sumayah Jamal, MD, FAAD as part of The Brown Skin Agenda Initiative.
الاهتمام بالبشرة الملوّنة كان دائمًا شغفًا لديّ لسنوات طويلة، وقد وصلت إلى نتيجة واضحة: أقضي من الوقت في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الأمراض الجلدية والبشرة الملوّنة بقدر ما أقضيه في إجراء العلاجات نفسها. وأبرز هذه المفاهيم هو الأسطورة التي تقول: “البشرة السوداء أو السمراء لا تحتاج إلى واقٍ شمسي”. هذه الخرافة حول الكريم الواقي من الشمس للبشرة الملوّنة تحولت إلى صورة نمطية وإلى قناعة نفسية تمنح ذوي البشرة الغنية بالميلانين “إذنًا ضمنيًا” لتجاهل عادات السلامة من الشمس.
وهذا يأتي بتكلفة باهظة. وهنا تدخل الإحصاءات على الخط، أو ما أحب أن أسميه “الحقيقة مقابل التحفّظ – Fact vs Caveat”.
حقيقة vs. تحفّظ
- حقيقة (FACT): خطر الإصابة بسرطان الجلد أقل فعلًا لدى أصحاب البشرة الملوّنة، بسبب تركيز أعلى من الميلانين الذي يعمل كمرشح/حاجز طبيعي أمام أشعة UV.
- تحفّظ (CAVEAT): لكن الكلمة المفتاحية هنا هي “الخطر”: الدراسات لا تقول إن أصحاب البشرة الملوّنة لن يُصابوا أبدًا بسرطان الجلد، بل تقول إن الاحتمال أقل — و”احتمال أقل” لا يعني “مستحيل” أو “صفر”.
- تحفّظ: معدّل الوفاة بسبب سرطان الجلد أعلى لدى الأشخاص ذوي البشرة الملوّنة؛ لأنه غالبًا ما يُشخَّص في مراحل متأخرة، عندما يكون المرض قد تقدم أو عندما لا تُكتشف الأعراض بسهولة. كما أن هناك عوامل مرتبطة بصعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية (بحسب Asian Pacific Journal of Cancer Prevention).
- حقيقة: الأشخاص ذوو البشرة الغنية بالميلانين أقل عرضة للإصابة بحروق الشمس مقارنة بذوي البشرة البيضاء (وفقًا لـ International Journal of Dermatology). وتقدِّر إحدى الدراسات أن للبشرة السوداء عامل حماية “طبيعيًا” (SPF) يبلغ 13.4 تقريبًا، بينما للبشرة الأفتح SPF يقدّر بـ 3.3 فقط.
- تحفّظ: مرة أخرى، انتبه لعبارة “أقل عرضة”: “أقل عرضة” لا تساوي “صفر”، فالميلانين لا يحمي بشكل كامل من أضرار الأشعة فوق البنفسجية. ما زلت بحاجة إلى واقٍ شمسي لحماية بشرتك من أشكال ضرر الشمس المختلفة التي تصيب الجلد.
- تحفّظ: الاحمرار هو العلامة المرئية الأكثر شيوعًا لحروق الشمس، لكنه قد لا يظهر بوضوح على البشرة الأغمق. أعراض مثل الجفاف والحكّة هي أيضًا مؤشرات على حروق الشمس، لكنها غالبًا ما تُهمَل، ما يدفع كثيرين من أصحاب البشرة الداكنة للاعتقاد بأنهم لم يتعرضوا لحروق الشمس قط، وبالتالي لا يحتاجون إلى واقٍ شمسي.
كما هو الحال مع كثير من الأشياء، نحن نميل لتصديق القصص التي نحكيها لأنفسنا أكثر من غيرها، والقصص المتعلقة بالواقي الشمسي للبشرة الملوّنة تتعارض بوضوح مع ما تقوله العلوم والأبحاث.
ما الذي يمكن أن تفعله البشرة السوداء والبشرة السمراء للوقاية من ضرر الأشعة فوق البنفسجية؟
أولًا، علينا تفكيك الصور النمطية، وتقبّل الحقيقة العلمية بأن جميع أنواع وألوان البشرة تحتاج إلى حماية من أشعة الشمس الضارة. ثانيًا، يجب أن ندرك أن التجارب السريرية والمجلات الطبية بدأت حديثًا فقط في تنويع المشاركين فيها، بحيث تعكس بشكل أدق واقع البشرة الملوّنة، وضرر الأشعة فوق البنفسجية، وسرطان الجلد، ودور الواقي الشمسي في حماية هذه البشرة. هذا يعني أن الإحصاءات المتوفرة اليوم ستشهد تغيرًا كبيرًا — وأكثر دقة — مع مرور الوقت. ولهذا السبب بالذات، فإن زيارة طبيب الجلدية لإجراء فحوصات دورية للبشرة أمر في غاية الأهمية. سيملك طبيبك أحدث المعلومات حول كيفية مساعدة أصحاب البشرة الداكنة على الوقاية من سرطان الجلد واكتشافه في مراحله الأولى، حيث يكون أكثر قابلية للعلاج والشفاء. كما يمكنه أن يوصي لكِ بواقي شمسي مناسب للبشرة الداكنة أو للبشرة السوداء — بما في ذلك واقٍ مخصص للوجه — لا يترك طبقة رمادية أو “رمادية طباشيرية” على سطح البشرة.
ملاحظة مهمة: هذا ليس الواقي الشمسي الذي كانت تستخدمه أمّهاتنا
انتهى عهد الواقيات الشمسية السميكة، اللزجة، صعبة الفرد، التي تترك على البشرة السمراء طبقة بيضاء باهتة أو مائلة إلى البنفسجي. اليوم ظهرت فئة كاملة من “الواقي الشمسي للبشرة الملوّنة”، طوّرَتها شركات عناية بالبشرة موثوقة وعلامات مملوكة لـ BIPOC (السود والسكان الأصليين وذوي البشرة الملوّنة)، والتي تدرك جيدًا أن الـ SPF للبشرة السوداء أو الداكنة هو جزء أساسي من الصحة العامة من الرأس حتى أخمص القدمين. التركيبات الحديثة شفافة، تذوب في البشرة بسهولة مثل مرطب خفيف؛ لا ثقل، ولا أثر ظاهر تحت المكياج، وغالبًا ما تحتوي مكوّنات مفيدة تجعل البشرة تبدو أفضل وتعمل بشكل أكثر صحة.
إذا كنتِ عرضة لظهور الحبوب، أو كنتِ تعتقدين أن الواقي الشمسي يسبّب لكِ حساسية أو انسدادًا في المسام، فاعلمي أن إيجاد واقٍ غير مسبّب للرؤوس السوداء (Non-comedogenic)، مرطِّب، ومهدِّئ أصبح أسهل من أي وقت مضى. هذه المنتجات لا تحمي بشرتك فحسب، بل تحسن من ملمسها ووظيفتها أيضًا. جرّبي VI Derm SPF 50 Daily UV Defense Broad Spectrum Sunscreen إذا كنت تبحثين عن واقٍ خفيف الوزن يغذي ويرطّب البشرة بينما يحميها في الوقت نفسه.
ما أهمية الواقي الشمسي واسع الطيف (Broad-Spectrum) للبشرة السوداء والسمراء (ولجميع ألوان البشرة)؟
سواء كنتِ تبحثين عن واقٍ للوجه أو للجسم، ابحثي دائمًا عن عبارات مثل “حماية واسعة الطيف” أو “يحجب أشعة UVA وUVB” على عبوة المنتج. ما معنى “واسع الطيف”؟ يعني أن الواقي يحمي من نوعي الأشعة فوق البنفسجية: UVA وUVB. أشعة UVA معروفة بقدرتها على التغلغل عميقًا في الجلد، وهي (إضافةً إلى تسببها في الشيخوخة المبكرة مثل البقع الداكنة والترهل والتجاعيد) تُعتبر المسبب الرئيسي لسرطان الجلد. أما أشعة UVB فهي المسؤولة عن حروق الشمس المباشرة، ويمكن أيضًا أن تسبب سرطان الجلد. الحماية من كلا النوعين أمر أساسي لجميع أنواع وألوان البشرة، من الأفتح إلى الأكثر غنى بالميلانين.
هل يجب أن أقلق بشأن الضوء الأزرق؟
باختصار، نعم. التعرّض العالي للضوء الأزرق معروف بأنه يسبّب اضطرابات في التصبغ لدى أصحاب البشرة الداكنة. معلومة قد لا يعرفها كثيرون عن الضوء الأزرق: ليس مصدره أجهزتنا الإلكترونية فقط؛ بل تصدره الشمس أيضًا. هذا يعني أنه كان موجودًا دائمًا، وهو حرفيًا في كل مكان من حولنا! الجديد هو أن تعرّضنا المستمر والمكثّف لشاشات الأجهزة والإنارة الفلورية جعل العلماء يلتفتون أكثر لتأثيره المحتمل على الجلد. هناك العديد من الدراسات الحديثة التي تبحث في تأثير الضوء الأزرق المنبعث من أجهزتنا الرقمية، وعلى الرغم من أن هذا المجال لا يزال جديدًا نسبيًا، لا يوجد سبب يجعلنا نتجاهل أهمية الحماية منه. عند اختيار واقٍ يحمي من الضوء الأزرق، ابحثي عن منتجات تحتوي على أكاسيد الحديد (Iron Oxides) أو أكسيد الزنك غير النانوي (Non-nano Zinc Oxide). بالإضافة إلى ذلك، يضيف الكثير من المصنِّعين مضادات أكسدة إلى تركيبات أكسيد الزنك للمساعدة في عكس ضرر الضوء الأزرق ووقاية البشرة منه.
هل فعلًا يجب إعادة وضع الواقي الشمسي؟
في عالم مثالي، نعم — إعادة وضع الواقي الشمسي كل ساعتين هي الطريقة الأمثل للحصول على حماية قوية من الأشعة فوق البنفسجية، سواء كنتِ في الداخل أو في الخارج. لكننا نعلم أن هذا قد يكون صعب التطبيق إذا كنتِ تضعين مرطبًا مع SPF تحت المكياج، أو إذا كان جدول عملك مزدحمًا ولا يسمح لكِ بالتوقف لإعادة وضعه. في هذه الحالات، يمكن أن يكون رذاذ (spray) أو بودرة SPF خيارًا جيدًا فوق المكياج. شخصيًا، أنصح مرضاي بأن “يعيدوا وضعه كلما استطاعوا”، بدلًا من التركيز على الكمال. لكن هناك استثناء واحد مهم: إذا كنتِ ستقضين وقتًا في الخارج تحت الشمس، وتمارسين السباحة أو الرياضة أو أي نشاط يؤدي إلى التعرّق الشديد، فمن الضروري جدًا إعادة وضع الواقي كل ساعتين لحماية بشرتك من أضرار الشمس.
وأخيرًا: الواقي الشمسي ليس منتجًا “صيفيًا” فقط
بين مرضاي من مختلف ألوان البشرة، ألاحظ مفهومًا واحدًا مشتركًا (وهو خاطئ تمامًا): “الواقي الشمسي يُستخدم فقط في الصيف، أو عندما نرتدي ملابس تكشف الجلد، أو نقضي وقتًا طويلًا في الهواء الطلق”.
الحقيقة أن الضوء فوق البنفسجي (UV) هو العامل الذي يسبب حروق الشمس وضررها. وأشعة UV تحيط بنا طالما أن الشمس في السماء. يمكنها اختراق السحب والنفاذ من خلال زجاج النوافذ. قد تنخفض نسبة حروق الشمس الواضحة في الشتاء، لكن التعرّض اليومي للأشعة فوق البنفسجية “تراكمي”، أي أنه يتجمع عبر السنوات ويظهر لاحقًا على شكل مشكلات جمالية — مثل البقع الداكنة والتجاعيد المبكرة والترهل — وأيضًا مشاكل صحية خطيرة مثل الميلانوما وسرطان الجلد بأنواعه.
ببساطة، إضافة واقٍ شمسي إلى روتينك اليومي على مدار العام، دون استثناء، قد تكون أفضل طريقة لتذكير نفسك بمخاطر الشمس المحتملة خلال اليوم، في جميع الفصول، سواء كانت بشرتك فاتحة أو داكنة أو في أي درجة بينهما.
نبذة عن الدكتورة سُمايـة جمال (Dr. Sumayah Jamal)
الدكتورة سُمايـة جمال (MD-PhD) أستاذة مساعدة سريريًا في قسم الأمراض الجلدية في كلية طب Mt. Sinai، متخصصة في “البشرة الملوّنة – Skin of Color”. درست البكالوريوس في جامعة Johns Hopkins، ثم حصلت على شهادة MD-PhD من كلية الطب بجامعة نيويورك (NYU). بالإضافة إلى ذلك، أنهت فترة الامتياز في الطب العام في مستشفى Columbia Presbyterian، ثم أقامت تدريبها في الأمراض الجلدية في NYU School of Medicine.
كانت الدكتورة جمال المديرة المؤسسة لعيادة Ethnic Skin في NYU School of Medicine لمدة 13 عامًا، قبل أن تنضم إلى مجموعة Schweiger Dermatology Group، حيث تشغل حاليًا منصب المديرة البرنامجية لعيادة Skin of Color المتخصصة.
المراجع:
Preventative Medicine Reports، 2019
International Journal of Dermatology، Sunburn and sun protection in Black skin
University of Iowa Hospitals & Clinics، Sun safety
You







